"ننتظر رحمة الله".. مرضى غزة يروون معاناتهم في مشافٍ تحت الحصار
"ننتظر رحمة الله".. مرضى غزة يروون معاناتهم في مشافٍ تحت الحصار
داخل مجمع الشفاء المدمر في قلب قطاع غزة، تتكدس الأوجاع وتغيب القدرة على الاستجابة، المرضى ينتظرون، والأطباء ينهارون، والمستشفيات بالكاد تصمد وسط الدمار ونقص المستلزمات، هكذا رسم سكان القطاع صورة موجعة لنظام صحي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وقال إبراهيم البنا، والد أحد المصابين، وهو يربت على كتف ابنه الجريح: "أصيب بشظية بجانب كليته، والأطباء أنهكهم الإرهاق، لا يستطيعون الوقوف من التعب، نعيش على أمل النجاة وننتظر رحمة الله". وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأضاف: "نحن شعب يريد الحياة، نريد فقط أن نُعامل كبشر، العالم يتفرج على معاناتنا ونحن نغرق في الجراح".
أم تبحث عن دواء
على سرير في أحد الممرات، وقفت حنان الداية إلى جانب طفلتها المصابة بالشلل الدماغي، تحاول جاهدة الوصول إلى علاج رغم صعوبة الحركة والافتقار إلى الرعاية الصحية.
"أحضرتها بصعوبة بسبب ارتفاع الحرارة، لكننا نعيش في ظروف مستحيلة، نريد فقط مستشفى آمناً ودواءً لأطفالنا".
وتابعت: "الحصار والجوع يقتلاننا، الحرب ليست وحدها ما يقتل، بل انعدام الرعاية وفقدان الأمل"
عجوز بين أنقاض الرعاية
عوض العرابيد، شيخ ستيني، وصف معاناته بصوت خافت: "أعاني من كسر في الحوض منذ أكثر من شهرين، لا علاج ولا أدوية، والأطباء يقومون بما يستطيعون رغم شحّ الإمكانات، صحتنا تتدهور يوماً بعد يوم".
وأكد أن ما يتوفر من خدمات لا يغطي حتى جزءاً يسيراً من الاحتياجات: "نحتاج إلى أضعاف الإمكانات الحالية، الوضع لا يطاق".
وقال الدكتور حسن الشاعر، المدير الطبي لمجمع الشفاء في غزة: “إن المشفى يعمل بأقصى طاقته، رغم أنه بالكاد قادر على استقبال الكمّ الهائل من الجرحى، نستقبل من 500 إلى 600 حالة يومياً، ولدينا غرفتا عمليات فقط، نحن مجبرون على المفاضلة بين المرضى، وقد نخسر من لا يمكن تأخير علاجهم”.
مستشفيات تغلق أبوابها
خرجت مستشفيات رئيسية شمال القطاع عن الخدمة، من بينها مستشفى كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة، فيما تعمل مستشفيات غزة ورفح وخان يونس بطاقة محدودة رغم استهدافها المتكرر.
وفي ظل غياب العلاج وتحويلات السفر، تتفاقم أزمة أصحاب الأمراض المزمنة، في حين تستمر طوابير الألم في النمو.
يعاني قطاع غزة من انهيار شبه كامل في النظام الصحي نتيجة للحرب المتواصلة، والحصار المفروض منذ سنوات، وتدمير المرافق الطبية الأساسية.
ويعد مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفى في القطاع، لكنه يعمل حالياً بقدرات محدودة جداً، كما تسبب إغلاق المعابر في منع دخول الأدوية والإمدادات الحيوية، وتواجه الفرق الطبية تحديات جسيمة في ظل نقص الكوادر، وتزايد الإصابات، واستهداف المنشآت الصحية.